السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد كثر في نهاية السنة وبداية السنة الجديدة رسائل تتداول في الجوال وفي النت بالتهنئة بمناسبة العام الجديد، وطلب الإكثار من العبادة والاستغفار أو بالصيام في آخر أيام السنة أو أول أيام السنة الجديدة، ومحاسبة النفس، أو بإحياء أول ليلة السنة الجديدة بأذكار أو عبادات خاصة، ولذا كثر السؤال عن ذلك؟
فإجابة على ذلك نقول:
قد جاء في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" رواه البخاري.
فدل هذا الحديث الشريف على أن كل مالم يرد به الشرع إذا فعل على سبيل التعبد فهو مردود ، ولا شك أن هذه الأمور التي ترد في نهاية العام أو بداية العام الجديد، من التهنئة و الحث على عبادة خاصة أو المحاسبة لم ترد في الشرع، أما استقبال العام الجديد بالمعاصي و المنكرات فالأمر أشد.
وعلى ذلك فالتهنئة بمناسبة العام الجديد، إذا قصد بذلك التعبد فلا يجوز لأنه لا أصل له، ويخشى أن يكون فيه تشبه بأهل الكتاب مما يجعله عيداً، ولذا قرر بعض العلماء أنه بدعة أيضاً، أما إذا كان من أمور العادات فليس ببدعة ما لم يرد به تعبداً، والأولى تجنبه.
وأما تخصيص نهاية العام أو بدايته بعبادة فهو: بدعة في الدين، ويسميها أهل العلم: (بدعة إضافية)؛ لأن العمل إذا كان أصله مشروعاً وكان مطلقاً؛ كالصوم أو الاستغفار أو الدعاء، ثم قيد بسبب أو عدد أو كيفية أو مكان أو زمان؛ أصبح هذا الوصف الزائد بدعة مضافة إلى عمل مشروع، وإضافة هذه الأوصاف إلى العبادة المطلقة غير معقول المعنى على التفصيل، فأصبح مضاهياً للطريقة الشرعية التعبدية وهذا وجه الابتداع فيها.
وما يرد في الرسائل بمناسبة نهاية العام بأن (صحف هذا العام تطوى ولا تفتح إلا يوم القيامة، فاختم عامك بالتوبة والاستغفار والصيام، وتحلل من الآخرين) وما أشبه ذلك. فهذا غير صحيح؛ فإن باب التوبة مفتوح للمسلم ما لم يحضره الموت أو تطلع الشمس من مغربها كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة.
كما أن المطلوب من المسلم أن يحاسب نفسه وأقواله وأفعاله كل يوم بل في كل حين، وليس في نهاية العام وقتاً يشرع فيه محاسبة الإنسان نفسه ثم ينسى الله تعالى ويغفل عن الطاعات ويشتغل بالشهوات.
والواجب هو الحرص على التزام الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة الصالح، والحذر من الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقنا الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح رحمهم الله إليه مع قيام الداعي لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( اتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم )
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
حكم التهنئة بمناسبة العام الجديد
- امينة الاماني
- عضو مشارك
- مشاركات: 18
- اشترك في: الاثنين 2 جانفي 2017 11:42
- الجنس: - أنثى
- قمت بتوجيه الشكر: 2 مرات
- تم توجيه الشكر لك: 1 مرة
حكم التهنئة بمناسبة العام الجديد
شكرا جزيلا موضوع رائع
حتى انه يمكن اعتبار الاحتفال بالميلاد بدعة
حتى انه يمكن اعتبار الاحتفال بالميلاد بدعة
صلي على النبي وتبسم
- نجلاء نجود
- عضو نشيط
- مشاركات: 78
- اشترك في: السبت 2 ديسمبر 2017 15:26
- الجنس: - أنثى
- قمت بتوجيه الشكر: 24 مرات
- تم توجيه الشكر لك: 12 مرات
- القلب المتفائل
- عضو متألق
- مشاركات: 305
- اشترك في: الأحد 9 جويلية 2017 15:12
- قمت بتوجيه الشكر: 78 مرات
- تم توجيه الشكر لك: 66 مرات
حكم التهنئة بمناسبة العام الجديد
شكراااا جزيلا على الموضوع
بارك اله فيك يا اختاه
بارك اله فيك يا اختاه
ما احلى ان يكون المرء متفائلا
-
- عضو
- مشاركات: 1
- اشترك في: الأربعاء 27 ديسمبر 2017 22:52
- الجنس: - أنثى