العلوم التجريبية و البيولوجية

منتدى المواضيع التي ليس لها قسم خاص
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
♥☻Ïk râm☻♥
عضو نشيط
عضو نشيط
مشاركات: 54
اشترك في: الخميس 17 نوفمبر 2016 19:37
الجنس: - أنثى
قمت بتوجيه الشكر: 25 مرات
تم توجيه الشكر لك: 15 مرات

العلوم التجريبية و البيولوجية

مشاركة بواسطة ♥☻Ïk râm☻♥ »

المقدمة: اإلشكال:
يبدو أن العلم أو على األصح العالم يستخدم حواسه في البحث مثله مثل الرجل العادي خاصة حاسة البصر ووظيفة الحواس
هي المالحظة ، لكن ما هي الفروق التي تميز بين مالحظة الرجل العادي ومالحظة العالم؟
االتفاق:
كالهما المالحظة العلمية والمالحظة العادية قائمة على استخدام الحواس وكالهما منصبة على موضوع ما خارجي.
فالرجل العادي والعالم كالهما تستوقفهما بعض القضايا التي تلفت االنتباه يوميا مثال حوادث السيارات ، مشاكل السوق كال
المالحظتين تصدران عن شخص معين.
اإلختالف:
اإلختالف بين مالحظة العالم ومالحظة الرجل العادي كبير فالمالحظة العلمية هي أوال مالحظة منهجية ونعني بالمالحظة
المنهجية هي مالحظة مقصودة لها هدف محدد ووسائل.
هي مالحظة إشكالية أي قائمة حول إشكال ما ، وكونها مالحظة إشكالية هذا ما يعطيها الطابع اإلرادي القصدي الواعي
ويتمثل في االنتباه الطويل مثل مالحظة علماء الفلك يقضون الليل على طوله مشدودين وراء المنظار ، واإلشكالية هنا في
عالم الكواكب والمجرات والنجوم.
هي مالحظة مسلحة تستخدم فيها مختلف األدوات التقنية و التكنولوجية واإللكترونية الممكنة حسب نوع الظاهرة ، يستخدم
المنظار الفلكي في المالحظة الفلكية ، والمجهر اإللكتروني في مجال الذرة والخلية إلخ ....
هي مالحظة يساهم فيها العقل والحواس معا ويتدخل العقل عن طريق الذكاء وعن طريق المعرفة المكتبية حول الظاهرة
من أجل تفسيرها مؤقتا.
مقاالت فلسفية 9
أما المالحظة العاديةفهي عفوية غير مقصودة سريعة خاضعة للصدفة ال تطرح إشكاال حقيقيا ، تعتمد على الحواس المجردة
، وال تؤدي إلى نتيجة ذات أهمية علمية.
الترابط:
ال تداخل بين المالحظتين العلمية والعادية فالمالحظة العلمية هي مالحظة مخبرية قائمة على أساس المنهج لها غاية وهدف
بينما المالحظة العادية مالحظة عابرة خاضعة للصدفة وال يمكن للرجل العادي أن يرى في الظاهرة ما يراه العالم من خالل
معرفته بتاريخها وبقوانينها.
تختلف المالحظة العلمية عن المالحظة العادية كما وكيفا.
- هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة ويقينية ؟ الدرس : العلوم التجريبية والبيولوجية 2
طرح المشكلة :
هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و دقيقة في استخالص نتائجها ؟ و
هل يمكن أن يتحقق ذلك في العلوم البيولوجية ؟
المنهج التجريبــــيMéthodeExpérimentaleهو الطريقة التي يتبعها العلماء في تحليل و تفسير الظواهر
الطبيعية 1 - المالحظة /Observationتركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها
بهدف تفسيرها )مالحظة ظاهرة السقوط( 2 - الفرضية /Hypotheseتفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، يحدد
االسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة ، فالفرض هو بمثابة مشروع قانون يحتمل الخطأ و
الصواب 3 --التجربة /Experienceهي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ، و
الغرض منها هو التحقق من صحة الفرضيات ، و اكتشاف االسباب الحقيقية وراء الظاهرة و من ثمة يتم
صياغة القانون و م المقصود بالقانون العلمي العالقة الموضوعية الثابثة بين الظواهر، و التي من خاللها
يمكن تفسير ما يحدث امامنا من ظواهر ، و التنبؤ بها مثال ث= ك*ج
هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة و يقينية ؟
ا- العقليين و انصار الحتمية / نتائج العلم دقيقة و يقينية ، واالستقراءInductionمشروع يقول كانط
(Kantاالستقراء يقوم على مبدأ السببية العام( ، لكل ظاهرة سبب ادى حدوثها ، و انطالقا من معرفتنا
لألسباب ) االحكام الجزئية( يمكننا استخالص القواعد العامة )االحكام الكلية( دون الرجوع الى التجربة.
مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يقينية
/البالص . نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، ألن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة ) مبدأ
الحتميةDéterminismeنفس االسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان (
و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف ، و االحوال الجوية ، أمثلة – الماء يغلي
بالضرورة في 111 .°و يتجمد بالضرورة في 1 °و ال شك في ذلك.
-ال وجود للصدفة ) ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا )
-البالص ) يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة الالحقة(
النقد/ الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل الخطأ و الصواب ، و ال يمثل
الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر على مجال االستقراء.
ب- الالادرية و أنصار الالحتمية/ دافيد هيومHume.D ،االستقراء غير مشروع ، أي ال يجوز بناء قواعد
عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد ال يصدق على الكل ، ، المالحظة تثبت ما هو كائن ، و ما
هو كائن جزئي و متغير و هذا ما ينفي وجود عالقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة ال تفسر الحالة
مقاالت فلسفية 11
الالحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع البرق و الرعد ، و كأن االول سبب الثاني ،
غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة الالادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار
الالحتمية مثل هايزنبرغHeisenbergالحتمية ليست مبدأ مطلق ، ألن بعض الظواهر الطبيعية ال تخضع
لقوانين صارمة ، االمر الذي دفعهم الى التسليم بمبدأ جديد هو الالحتميةNonDéterminismeنفس األسباب ال
تعطي نفس النتائج .ظواهر الميكروفيزياء العالم االصغرMicrocosmeيقول هيزنبرغ)ان الضبط الحتمي
الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، ال يصح في مستوى الفيزياء الذرية )
قانون السرعة سر= م/ ز ال يمكن تطبيقه لقياس دوران االلكترون حول النواة ، ألن دورانه عشوائي ذو
سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و ال يمكن التنبؤ بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر
على دقة التنبؤ
النقد/ ان هيوم بإلغائه لمبدأ السببية العام وكل القوانيين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت
التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة العشوائية في ظواهر الميكرو فيزياء ، و اصبح االنسان قادرا على تفسيرها
بقوانين خاصة.
خاتمة :
ال يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام االستقراء ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن
تطور مستمر لهذه العلوم ، فكلما تطورت وسائل المالحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و يقينا.
السؤال : دور الفرضية في المنهج التجريبي ؟ الدرس : العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية2
األسئلة: -هل يمكن االستغناء عن الفرضية؟-هل للفكرة المسبقة دور في المالحظة والتجربة؟-هل أساس العلم العقل أم
التجربة؟-هل لالستنتاج دور في بناء العلم؟
I -المقدمة: تنطلق الدراسات العلمية على اختالف مضمونها ومنهجها من مرحلة البحث حيث تح ّرك العلماء أسئلة
وإشكاالت محيّرة تقودهم إلى مرحلة الكشف من خالل بناء مالحظات واستنتاجات مختلفة غير أن مكانة الفرضية
في المنهج التجريبي عرفت جداال كبيرا بين الفالسفة والعلماء فالمشكلة المطروحة:هل يمكن االستغناء عن
الفرضية؟1
II / -الرأي األول)األطروحة(: ترى هذه األطروحة الموقف العقلي أن الفرضية نقطة انطالق ضرورية لكل بحث
تجريبي وهي من حيث المفهوم مجهود عقلي يستهدف الخروج من اإلشكالية التي تطرحها المالحظة وحجتهم أن
االكتشافات العلمية أساسها العقل في ليست مجرد تجميع للمالحظات والتجارب، عبّر عن هذه األطروحة" كلود
برنارد" قائال }ينبغي أن نطلق العنان للخيال فالفرضية هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع إنها تنشأ عن نوع من
الشعور السابق للعقل{، ومن األمثلة التي تبين دور الفرضية في بناء العلم أن "باستور" ربط ظاهرة التعفن
بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها و"فرانسوا أوبير" كان عالما كبيرا لم تمنعه إعاقته البصرية من تخيل التجارب
الصحيحة ألنه عوض فقدان البصر بقوة الحدس العقلي وبقدره على وضع فرضيات صحيحة، كل ذلك دفع
"بوانكريه" إلى القول }إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ألنه سيجعل كل تجربة عميقة{ والفرضية لها
أهمية بعيدة المدى من حيث قدرتنا على إثارة المالحظات والتجارب وكذا رسم األهداف وتجاوز العوائق قال
"ميدوار" في كتابه ]نصيحة إلى كل عالم شاب} [على الباحث أن يستمع دوما إلى صوت يأتيه من بعيد-صوت
الفرضية- يذكره بسهولة كيف يمكن أن يكون{.
III -نقد:إن هذه األطروحة تتجاهل أن الفرضية من خالل اعتمادها على الخيال قد تبعدنا عن الواقع وتدخلنا في متاهات
يصعب الخروج منها.2
IV/-الرأي الثاني)نقيض األطروحة(: ترى هذه األطروحة الموقف التجريبي أن المنهج التجريبي هو المنهج االستقرائي
القائم على المالحظة والتجريب وال مكان فيه للفرضية، وحجتهم أن الفرضية تقوم على عنصر الخيال والخيال
يبعدنا عن الواقع، تجلت هذه األطروحة في نصيحة" ماجندي" إلى أحد تالميذه }أترك عباءتك وخيالك عند باب
مقاالت فلسفية 11
المخبر{ وتعمقت أكثر فكرة استبعاد الفرضية على يد اإلنجليزي "جون ستيوارت مل" الذي وضع قواعد
االستقراء] قاعدة االستقراء- قاعدة االختالف- قاعدة البواقي- قاعدة التالزم في التغير[ ومن األمثلة التي توضح
قاعدة االتفاق البحث الذي قام به العالم "ويلز" حول أسباب تكّون الندى حيث الحظ أن الندى يتكون على المرآة
عند تقريبها من الفم، وعلى زجاج النوافذ في الشتاء ..... وأرجع ذلك إلى انخفاض حرارة األجسام مقارنة مع
درجة حرارة الوسط الخارجي، قال "ستيوارت مل" }إن الطبيعة كتاب مفتوح إلدراك القوانين التي تتحكم فيها ما
عليك إال أن تطلق العنان لحواسك{ ورأى "أوجست كونت" أن الطريقة العلمية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي
ليست بحاجة إلى التأويل العقلي بل إلى الوصف من خالل إجراء التجارب وهذا ما أكد عليه "أرنست ماخ" قائال
}المعرفة العلمية تقوم على إنجاز تجربة مباشرة{.
V -نقد:هذه األطروحة تتجاهل أن طرق االستقراء ال يمكن أن تعّوض الفرضية نظرا لطابعها الحسي، بينما القانون
العلمي إبداع.
VI/-التركيب: العلم ضرب من المعرفة الممنهجة فهو يدرس الظواهر المختلفة من أجل الكشف عن قوانينها وتاريخ العلم
يؤكد أن أهم النظريات العلمية وضعها أصحابها باالعتماد على الفرضية ]نيوتن مثال يضع بحثه نصب عينيه
وكان كثير التأمل[ من هذا المنطلق الفرضية الزمة ومشروعة قال "كانط} "ينبغي أن يتقدم العقل إلى الطبيعة
ماسكا بيد المبادئ وباليد األخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ{ فالطرق االستقرائية التي وضعها
"ستيوارت مل" غير كافية نظرا لطابعها الح ّسي فهي بحاجة إلى قوة الحدس العقلي قال "غاستون باشالر" }إن
التجربة والعقل مرتبطان في التفكير العلمي فالتجربة في حاجة إلى أن تفهم والعقالنية في حاجة إلى أن تطبق{
فالفرضية ضرورية ال يمكن استبعادها من المنهج التجريبي.
VII -الخاتمة :ومجمل القول أن المعرفة العلمية يتكامل فيها الموضوع والمنهج وعلى حد تعبير "جون المو" }العلم
بناء{ غير أن خطوات المنهج العلمي لم تكن مسألة واضحة المعالم بل غلب عليها الطابع الجدلي فالموقف العقلي
مثال تم ّسك بالفرضية فالعلم عندهم إبداع واإلبداع في حاجة إلى الخيال، على النقيض من ذلك الموقف التجريبي
رفض الفرضية واقترح قواعد االستقراء غير أن منطق التحليل كشف لنا عن عدم كفاية هذه القواعد وتأسيسا
على ذلك نستنتج:ال يمكن االستغناء عن الفرضية.
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
أضف رد جديد

العودة إلى ”سـاحــة عـامـة“