الحتمية والاحتمية

منتدى المواضيع التي ليس لها قسم خاص
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
♥☻Ïk râm☻♥
عضو نشيط
عضو نشيط
مشاركات: 54
اشترك في: الخميس 17 نوفمبر 2016 19:37
الجنس: - أنثى
قمت بتوجيه الشكر: 25 مرات
تم توجيه الشكر لك: 15 مرات

الحتمية والاحتمية

مشاركة بواسطة ♥☻Ïk râm☻♥ »

الحتمية واللاحتمية
الأسئلة: هل الحتمية مبدأ مطلق؟-هل يكفي أن نعرف الحتمية حتى نتحكم في الطبيعة؟-هل اليقين يسود جميع الظواهر الطبيعية؟-هل القوانين العلمية نسبية أم مطلقة؟-هل تتكرر حوادث المستقبل بنفس الطريقة التي تظهر بها في الحاضر؟-هل التنبؤ ممكن في العلم-
المقدمة:
تنطلق الدراسات العلمية على اختلاف مضمونها ومنهجها من مرحلة البحث حيث تحرك العلماء أسئلة وإشكالات محيّرة تقودهم إلى مرحلة الكشف من خلال ملاحظات وفرضيات والتي تنقلب بـالبرهنة إلى قوانين علمية برهانية فإذا علمنا أنّ الحتمية تدافع عن القوانين المطلقة وكذا التنبؤ, واللاحتمية تؤمن بالتفسير النسبي والاحتمالي فالمشكلة المطروحة:هل تخضع الظواهر الطبيعية لمبدأ الحتمية أم اللاحتمية؟/
الرأي الأول(الأطروحة):
ترى هذه الأطروحة أن شرط قيام المعرفة العلمية هو الإيمان بالحتمية أي الظواهر الكونية محكوكة بعلاقة النسبية بحيث {إذا تكررت نفس الأسباب تحدث دوما نفس النتائج} فلا مجال في الطبيعة للصدفة والتلقائية والاحتمال هذا ما عبّر عنه "غوبلو" قائلا{الكون متّسق تجري حوادثه وفق نظام ثابت, إنّ النظام الكوني كلي وعام} مما يستلزم أن القوانين العلمية صادقة صدقا مطلقا لأن اليقين يسود جميع الظواهر الطبيعية بحيث تتكرر حوادث المستقبل بنفس الطريقة التي تظهر بها في الحاضر مما يسمح بالتنبؤ. ترتبط هذه الأطروحة بفيزياء "نيوتن" الذي شبّه الكون بالساعة في الدقة والآلية وهو يعتقد أن تفسير الكون يخضع لمبادئ ذكر منها لكل فعل ردّ فعل يساويه في الشدة ويعاكسه في الاتجاه والتنبؤ يستند إلى القاعدة القائلة {إذا علمنا موقع جسم وسرعته وطبيعة حركته أمكننا التنبؤ بمساره}, ومن الأمثلة التي تبرهن على وجود الحتمية أن التيار الكهربائي يسبب انحراف الإبرة المغناطيسية وارتفاع درجة الماء فوق 100o يحدث التبخّر. وسرعان ما انتقل مفهوم الحتمية من مجال الفيزياء إلى مجال علم الفلك ويظهر ذلك عند"لابلاس" الذي قال في كتابه [نظرية في الاحتمالات] {الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالاته السابقة وسببا لحالته اللاحقة} ولو استطاع العقل الإحاطة بمواقع الأجسام وطبيعة حركتها لأصبح علمه أكيدًا ويقينيا فالحتمية مبدأ مطلق.
نقد(مناقشة): هذه الأطروحة تتجاهل أن العلم الحديث أثبت بالبرهان أن الظواهر المتناهية في الصغر لا تخضع لمبدأ الحتمية.
/الرأي الثاني(نقيض الأطروحة): ترى هذه النظرية (اللاحتمية) أنه لا وجود لنظرية علمية نهائية ومطلقة أي العلاقات بين الظواهر الطبيعية ليست دقيقة وصارمة مما يستلزم أن القوانين العلمية نسبية واحتمالية وهذا ا ذهب إليه"جون كميني" في كتابه [الفيلسوف والعلم] {إن كثيرًا مما نطلق عليه اسم القوانين العلمية هو أنه صحيح بشكل تقريبي أو خطأ في كثير من الأحيان} ترتبط هذه الأطروحة بالقرن الـ20 الذي شهد مولد النظرية النسبية لـ"آنشتاين" وكذا بحوث علماء الذرّة ومنهم "هاينبرج" الذي رأى من خلال مبدأ الارتياب أنه لا يمكن حساب موقع وسرعة الإلكترون بدقة وفي آن واحد, وهذه الحقيقة عبّر عنها "لويس دوبري" في كتابه [المتصل والمنفصل] قائلا {حين نريد في المجال الذري أن نحصر حالة الأشياء الراهنة حتى نتمكن من الإخبار عن الظواهر المستقبلية بدقّة أشدّ خسرنا بعض المعطيات الضرورية}. ومن الأمثلة التي تؤكد نسبية العلم أن انشطار ذرة الراديوم لا يخضع لقاعدة ثابتة كما أن الذرة تصدر طاقة في شكل صدمات غير منتظمة يصعب معها التنبؤ الدقيق. وكما قال "دبراك" {لا يمكن التنبؤ إلا على هيئة ما يسمى حساب الاحتمالات} وهو نظام إحصائي يعتمد علة قواعد رياضية. إن الظواهر الكونية تخضع لمبدأ اللاحتمية.
نقد(مناقشة): إن هذه الأطروحة تجاهل أن عدم الوصول إلى قوانين دقيقة إنما يرتبط بضعف الوسائل المستعملة.
/التركيب: تشكل الحتمية التقليدية صورة ميتافيزيقية متطرفة تتعارض مع الروح العلمية وكما قال "آدنجتون" {الإيمان بوجود علاقات دقيقة صارمة في الطبيعة هو نتيجة للطابع الساذج الذي تتصف به معرفتنا للكون} والسبب في ذلك ما تنطوي عليه أدوات العلم من أشكال النقض وهذا واضح في بحوث الذرة التي حطمت التصوّر للكون. وعلى حدّ تعبير "لانجفان" {إن نظريات الذرة في الفيزياء الحديثة لا تهدم مبدأ الحتمية وإنما تهدم فكرة القوانين الصارمة} فالنسبية هي أساس العلم, هذه النظرية العقلانية الجديدة عبّر عنها "برتراند راسل" في كتابه [المعرفة حدودها ومداها] بمصطلح الحتمية المعتدلة وهو مبدأ ينسجم مع البحوث العلمية المعاصرة عبّر عنه أصدق تعبير "جيمس جونز" {إذا نظرت إلى النظرية النموذجية لماكسويل تلمس الحتمية بوضوح أما إذا نظرنا إلى بحوث الذرة فلا تجد الحتمية}-
الخاتمة: ومجمل القول أن التفكير العلمي تفكير عقلاني وتجريبي في آن واحد يهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية من خلال ضبط القوانين والنظريات غير أن المعرفة العلمية وحدودها طرحت إشكالات كثيرة أهمها إشكالية الحتمية واللاحتمية وهي ترتبط بموقفين متناقضين أحدهما يدافع عن القوانين المطلقة وفكرة التنبؤ والآخر يدافع عن المفهوم النسبي والاحتمال في العلم, ومن خلال المقارنة الفلسفية التي قمنا بها نستنتج:تخضع الظواهر الطبيعية لمبدأ الحتمية واللاحتمية في آن واحد بحسب تقد وسائل البحث العلمي ومناهجه.
























هل يمكن إخضاع ظواهر المادة الحية لمبدأ الحتمية ؟؟؟
عرف الإنسان بعد اكتشاف المنهج التجريبي حركة فكرية نشيطة عملت على فصل العلوم عن الفلسفة ، وكانت الدعوة إلى التخلي عن التفسير الغائي على أساس أن أية دراسة لا تكون علمية إلا إذا فسرت ظواهرها بالأسباب الفاعلة التي إذا تكررت معها نفس النتائج ، إذا كانت البيولوجيا لكي تقوم يجب عليها دراسة ظواهرها دراسة علمية ، هل هنا يعني أن البيولوجيا يجب أن تفسر ظواهرها تفسيرا أليا ( بالأسباب الفاعلة ) وتخضع لمبدأ الحتمية ؟ لكن المادة الحية تمتاز بالحياة والتكامل ، على غرار المادة الجامدة وكأنها وجدت لغاية حددت من قبل ، هل هذا يعني أن المادة الحية بخلاف المادة الجامدة يجب تفسير ظواهرها بالأسباب الغائية ؟ إذا عرفنا مرة أخرى أن التفسير الغائي عقيم علميا وعمليا ،
المشكل المطروح * هل يمكن أن نفسر ظواهر المادة الحية بالأسباب الفاعلة فتقوم البيولوجيا أم لا ؟ ـ
أعجب أصحاب المذهب الآلي بالنتائج العلمية والعملية التي حققتها الحتمية في ميدان العلوم الطبيعية فرأو أن البيولوجيا إذا أرادت أن تقوم كعلم يجب أن تخضع هي أيضا ظواهرها لمبدأ الحتمية ، وتفسرها بالأسباب الفاعلة ، التي إذا تكررت تتكرر معها نفس النتائج الأمر الذي يمكنها من الكشف عن العلاقات الثابتة بين الظواهر والتحكم فيها ولا شيء يمنع من ذلك مادام الكائن الحي يتكون من نفس المواد التي نجدها في الطبيعة ، وكذلك التفاعلات التي تحدث في المعدة هي نفسها التفاعلات التي تحدث في المخابر ، فلا تكون الدورة الدموية سوى عملية ميكانيكية تخضع لنفس قوانين الميكانيكا المعروفة في الفيزياء ، يقول علي الياقي عن الآليين : إذ يبدو لهم الجسم المتعضي الحي بمثابة آلة اعتيادية من نموذج فيزيائي كيماوي معا تشكله قوانين و وظائفه تشبه إلى حد بعيد القوانين التي تستند إليه الآلات أما عن الاختلاف بينهما فيمكن في درجة التعقيد فقط يقول والفرق الأساسي عندهم بين المادة المتعضية والمادة الجامدة ، يقوم على درجة الاشتباك والتعقيد أما عن تكوين الكائن الحي ، فإنه تكون عندهم بنفس الطريقة التي تكون بها البترول في الطبيعة تجمع مواد وتفاعل مواد ، ولا داعي لمحاولة تفسير وجودها بغايات قصديه ، فالعين لم تخلق لغاية الإبصار، وإنما وجدت نتيجة لاتفاقات كثيرة ، ثم قامت الطبيعة بعملية الانتخاب ، فما كان نافعا أبقته ، وما كان ضارا أزال كما يقول داروين أما عن الوظيفة التي يقوم بها العضو فتكوينه هو الذي يحددها بطريقة آلية ، فالإنسان يبصر لأن له عينين ، وليس عينان لكي يبصر ، الآليون ينكرون كل تفسير ديني ميتافيزيقي لوجود الكائنات الحية ، وذهبوا إلى حد القول أن الإنسان لم يوجد على هذا الشكل ، وإنما مر في وجوده بعدة مراحل تطورية ، فكرة نجدها عند ديكارت نفسه الذي يؤكد أننا نفهم طبيعة الأشياء أكثر عندما ننظر إليها على أنها تكونت شيئا فشيئا ، أكثر مما نفهمها عندما ننظر إليها على أنها وجدت دفعة واحدة . وكذلك عند دوثردان الذي يرى ان التطور ليس فرضية ، ولكنه التعبير الملائم الحياة . وعند فاندنروك الذي يقول : كلما عرفنا الكائن الحي كلما اصبحت فكرة التطور بديهية ، فيحتم علينا تفسير ظواهر المادة الحية ، كما تفسير ظواهر المادة الجامدة تماما . * لكن كيف يمكن للآليين ان يفسرو المادة الحية بنفس الطريقة التي يفسرون بها المادة الجامدة وشتان بين المادتين ؟ المادة الجامدة مادة هامدة ليس فيها حياة بينما المادة الحية مادة تمتاز بالحياة يربط أجزائها نوع من التكامل الكبير الذي يدل على وجود غاية يهدف اليها ، هكذا يستبعد برغسون الذي تصدى للمبدأ الآلي . وحدوث المصادفة أو التنظيم العفوي في وجود الكائنات الحية ونشوئها ، ويفسر تكامل اعضاء الكائنات الحية بالقوة الحيوية التي تدفع دوما الى الكائن الكامل ، ان الأعضاء وجدت لضرورة القيام بالوظائف التي حددت لها من قبل وليس العكس ، ان محاولة
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
أضف رد جديد

العودة إلى ”سـاحــة عـامـة“