هل نتائج الدراسة التجريبية تتصف باليقين و المطلاقية ام تتصف بالنسبية و التقريبية

منتدى المواضيع التي ليس لها قسم خاص
أضف رد جديد
kilwa
عضو متألق
عضو متألق
مشاركات: 320
اشترك في: الخميس 27 جويلية 2017 19:08
الجنس: - ذكر
قمت بتوجيه الشكر: 8 مرات
تم توجيه الشكر لك: 54 مرات

هل نتائج الدراسة التجريبية تتصف باليقين و المطلاقية ام تتصف بالنسبية و التقريبية

مشاركة بواسطة kilwa »

السؤال : هل نتائج الدراسة التجريبية تتصف باليقين و المطلاقية ام تتصف بالنسبية و التقريبية
اولا طرح المشكلة

إذا كان المنهج التجريبــــي هو الطريقة التي يتبعها العلماء في تحليل و تفسير الظواهر الطبيعيــــــــة إنطلاقا من الملاحظة Observation/التي هي تركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها بهدف تفسيرها مرورا الفرضية Hypothese/التي هي تفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، يحدد الاسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة وصولا إلى التجربة Experience/ هي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ،بغية الوصول إلى القانون العلمي، فإن هذا المنهج أحدث جدلا بين مختلف العلماء و فلاسفة العلم حول النتائج المتوصل إليها في العلوم التجريبية بين من يقول بامكانية الوصول إلى اليقين في البحث العلمي و بين من يلح على النسبية في نتائج العلم و منه نطرح التساؤل التالي: هل نتائج العلومالتجريبية دقيقة و يقينيـــــــة أم نسبية إحتمالية؟. هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و دقيقة في استخلاص نتائجها؟.
ثانيا : محاولة حل المشكلة

لأطروحة: يرى العقلانيون و انصار الحتمية أمثل كانط و لابلاص أن نتائج العلم دقيقة و يقينية ، والاستقراء مشروع يقول كــــانط Kant (الاستقراء يقوم على مبدأ السببية العام) و يرى لابلاص أن نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، لأن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة مبدأ الحتمية فنفس الاسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان.
البراهين : و ما يؤكد ذلك أن لكل ظاهرة سبب ادى الى حدوثها ، و انطلاقا من مبدأ السببية العام و من خلال معرفتنا للأسبـــــاب ( الاحكام الجزئية) يمكننا استخلاص القواعد العامة (الاحكام الكلية) دون الرجوع الى التجربة ومنه صياغة القانون العام، مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يفينيـــــة ، كما يؤكد لابلاص أن نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، لأن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة نفس الاسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان يقول : ( يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة اللاحقة) و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف– الماء يغلي بالضرورة في 100°. و يتجمدب الضرورة في 0° و لا شك في ذلك و لا وجود للصدفة ( ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا)
ا

لنقد: الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل الخطأ و الصواب ، و لا يمثل الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر على مجال الاستقراء و تفند صحة النتائج السابقة .

نقيض الأطروحة: يرى أنصار اللاادرية و أنصار اللاحتمية/ دافيد هيوم D.Hume و هيزنبارغ أن الاستقراء غير مشروع ، و و نتائج العلم لا يمكن وصفها بدقة و المطلقة، بل تبقى دائما نسبية و احتمالية فقط.
البراهين: إذ أن البحث العلمي يعتمد على الإستقراء الناقص ال>ي ينتقل من الحكم على الجزء إلى الحكم على الكل، فلا يجوز بناء قواعد عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد لا يصدق بالضرورة على الكل ، الملاحظة تثبت ما هو كائن ، و ما هو كائن جزئي و متغير و هذا ما ينفي وجود علاقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة لا تفسر الحالة اللاحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع الليل و النهار , و كأن الاول سبب الثاني ، غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة اللاادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار اللاحتمية مثل هايزنبرغ Heisenberg الحتمية ليست مبدأ مطلق ، لأن بعض الظواهر الطبيعية لا تخضع لقوانين صارمة ، الامر الذي دفعهم الى التسليم بمدأ جديد هو اللاحتمية نفس الأسباب لا تعطي نفس النتائج) خاصة في مجال ظواهر الميكروفيزياء ( العالم الاصغر) يقول هيزنبرغ: ان الضبط الحتمي الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، لا يصح في مستوى الفيزياء الذرية قانون السرعة سر= م/ ز لا يمكن تطبيقه لقياس دوران الالكترون حول النواة ، لأن دورانه عشوائي ذو سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و لا يمكن التنبؤ بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر على دقة التنبؤ، و لهذا تتميز التنبؤات بالأرصاد الجوية احتمالة و تقريبية و غير دقيقة، و كثيرا ما أخطأ العلماء في انزال المركبات الفضائية على سطح القمر بعشرات الأمتار، عن المكان المحدد نظريا، كما أن الكون يتميز بالتغير المستمر يتعذر معه ضبط ظواهره في قوانين ثابتة فالكون يتميز بالسيرورة لذلك يقول هيروقليدس:" لا يمكن أن تنزل الى النهر مرتين"، و أخيرا فان قصور الوسائل المستخدمة في القياس و الملاحظة يؤدي الى عدم بلوغ الدقة في النتائج.

النقد: ان هيوم بالغائه لمبدأ السببية العام و ، كل القوانيين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة العشوائية في ظواهر الميكروفيزياء ، و اصبح الانسان قادرا على تفسيرها بقوانين خاصة و القول بعدم مشروعية الاستقراء يوقعنا في اللادرية و الشك لمطلق في كل ما انجزه الانسان من نظريات علمية.
ا

لتركيب: ان البحث العلمي المعتمد على المنهج التجريبي الاستقرائي اكد قدرته على تقديم اجابات كثيرة عما يشغل الانسان لكن رغم كل هذا تبقى نتائجه تتميز بالنسبة و ذلك لعدة اعتبارات منطقية ابستمولوجية و عملية، اما من وجهة نظرنا فان الظواهر الطبيعية تتميز في ذاتها بالحتمية و نفس الاسباب تؤدي الى نفس النتائج لكن معرفة الانسان تتميز دائما بالقصور حيث لا يمكنه الاحاطة بكل اسباب الظاهرة مما يجعل المعرفة الانسانية نعرفة نسبية و هذا ما يؤكد عليه فلاسفة العلم المعاصرين امثال انشتاين و رودولف كارناب .

ثالثا: حل المشكلة .
لا يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام الاستقراء ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن تطور مستمر لهذه العلوم ، فكلما تطورت وسائل الملاحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و يقينـــــــــــــــــــــا
صورة العضو الرمزية
ميدو
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 23
اشترك في: الاثنين 12 فيفري 2018 16:38
الجنس: - ذكر
قمت بتوجيه الشكر: 11 مرات
تم توجيه الشكر لك: 24 مرات

Re: هل نتائج الدراسة التجريبية تتصف باليقين و المطلاقية ام تتصف بالنسبية و التقريبية

مشاركة بواسطة ميدو »

بارك الله فيكي اختاه
kilwa
عضو متألق
عضو متألق
مشاركات: 320
اشترك في: الخميس 27 جويلية 2017 19:08
الجنس: - ذكر
قمت بتوجيه الشكر: 8 مرات
تم توجيه الشكر لك: 54 مرات

Re: هل نتائج الدراسة التجريبية تتصف باليقين و المطلاقية ام تتصف بالنسبية و التقريبية

مشاركة بواسطة kilwa »

وفيك بارك الله وسدد خطاك
أضف رد جديد

العودة إلى ”سـاحــة عـامـة“