الشجاعة / محمد بولفعات / تستحق القراءة

[مريم العذراء]

كانو ثلاث صبية تفوح منهم عطور الحياة والقوة و الاقدام
وتتراءى لهم الاشياء بمنتهى اليسر
وذات مرة كانو يرتعون خارج المدينة بعيدين عن قيودها
وانظمتها ، وهناك اكتشفو انهم يقفون فوق صفيحة كبيرة
من المعدن تكالبو عليها يحاولون اقتلاعها ليتبينو ما تحتها
وبعد عناء و اصرار استطاعوا ذلك و ما ان ازاحوها قليلا انكفأ في فزع الى الوراء اول من انزلق بصره للاسفل وهو يصرخ .....ميت ..... فزعو في البداية ثم تقدمو ببطء نحو الحفرة لم يستطيعوا مع شغفهم رؤية هذا الميت الذي يرقد في الاسفل ،ولم يقنع اثنان منهم بالنظر من هناك واقفين فجثو على ركبيهما حتى يقتربا ،اما ثالثهما فوقف خلفهما ومال بجذعه وهو يردد فلننج بانفسنا يا اصحاب لقد اقترب الليل كانو في الظهيرة ،اجابه احدهما :يا غبي لم انت خائف الى هذا الحد .انه ميت الا ترى؟ انه لايتحرك
ورموه بحجر وبدأ الخوف يتلاشا رويدا رويدا وهم يتفحصونه باعينهم حتى استحال خوفهم ،فيما بعد ، اقداما وتنافسا وابرازا للرجولة تمثل التنافس في من ينزل للحفرة ولمس عظامه فقال احدهما بتباه (بل و يجلب عظمة ).
ودون توان صرح من نصحهما بالهروب انه لم يقدم على فعل ذلك الا اذا جن ،
وبقي الاثنان الاخران يتنازعان ،كل واحد منهما يود ان يكون ثاني من ينزل الى الحفرة، وكأن الاول سيكون فأر تجارب لمن بعده ،اما ثالثهما اقترح اجراء قرعة ورست على احدهما فغدا كالعصفور المبلل ،وراح يخفي ما عليه من خوف بإبداء بعض الشجاعة والاقدام ولكنه لم يجد مهربا من الاذعان والنزول حتى ولو فيها هلاكه وبما ان الحفرة بعمق ما يربو المتر فقد طلب منهما ان يمسكاه من رجليه و ينزلاه رويدا رويدا ففعلا على الفور في جدية يشوبها الشغف و الفضول .
نزل بحذر على يديه وعيناه مثبتتان على الجمجمة وفجاة اخذ يصرخ في فزع لانهما اسرعا في انزاله ،فثبت يديه في جدار الحفرة الترابي و هو يطلب منهما بصراخ التأني ،وبعد قليل كان راسه تماما بمحاذات الجمجمة التي تشيح عنه بوجهها وما ان مد يده لجلب العظمة التي كانت قرب الجمجمة حتى التفت اليه الميت بطريقة مفزعة وصارا وجها لوجه صرخ وحاول ان يصعد بيديه بالطريقة التي نزل ، غير ان صاحبيه تركاه و لاذا بالفرار فسقط في الحفرة ثانية وقد اختطف عقله وقارب الجنون ،و ما زاد الموقف سوء هو ان الميت لم يكف عن الذهاب براسه يمينا ويسارا وكأنه يود لو افترسه و لا استطيع ان اصف لكم كيف استطاع الخوف ان يصنع من الصبي قذيفة خرجت من باطن الارض وأخذت تطوي الارض طيا امامها في سرعة رهيبة ،ووصل الى البيت في حالة هيستيرية تبعث على الالم حتى ان اهله ايقنوا بجنونه ولولا حفظ الله كان له عونا لما نجا بعقله لم يصدق احد زعم الصبية بان الميت قد تحركت جمجمته فعلا حسبوه خيالا صبيانيا لا اكثر ولكن الجميع بمن فيهم الصبية فاتهم ان هناك عظاء كانت مختبأة داخل الجمجمة و ما ان اقتربت منها يد بشرية حتى فزعت وحاولت الخروج منها على غير هدى فحدث ما حدث.

[القلب المتفائل]

بارك الله فيك على الموضوع

[الظلام الدامس]

رائع
شكرا

[Widad2018]

موضوع متميز شكرا لك