انسان الحضارة من يكون ؟

منتدى المواضيع التي ليس لها قسم خاص
أضف رد جديد
لمياء لمياء لمياء
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 39
اشترك في: الأحد 3 سبتمبر 2017 23:07
الجنس: - أنثى
تم توجيه الشكر لك: 14 مرات

انسان الحضارة من يكون ؟

مشاركة بواسطة لمياء لمياء لمياء »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته انسان الحضارة لست اقول عنه سوى انه انسان تجلت فيه مظاهر الانسانية انه انسان صاغ واقعه بشكل يتناسب وفطرته ارتفع بين بهيمية الغراءز استمع لصوت العقل الذي ميز به. فاشتعل بنفخه الروح التي تسري في اركانه اعمل فكره ثم شغل جوارحه بشكل ادى الى انتاج الحضارة فكان هو انسان الحضارة الصفة الاولى هي مؤمن حامل للعقيدة. بغض النظر عن ماهية ايمانه فما اقصده هو انه يؤمن بدين ما عقيدة او حتى فكرة فلسفية المهم خاصية الايمان ترتقي به في عالم الروح وتضفي عليه نوعا من الغاءية التي ترتفع به عن النتاءج الدنيوية وتخلصه من سيطرة الغراءز وتربطه بعالم القيم والاخلاق فتحرك بداخله طاقة خفية تخرج من عالم التكديس كما يقولبن نبي فيكون بذلك حاملا لفكرة دينيةوهي ماتسمى ايضا في قوانين النهضة بالفكرة المركزية التي تعتبر هي محور الحركة وبما ان الفكرة الدينية او المركزية هي المحرك نحو التغيير الحضاري فمن البديهي ان يكون انسان الحضارة الذي يعتبر المغير والفاعل حضاريا يتصف بجعل هذه الفكرة في وجدانه ويامن بها ايمانا يرتقي به الى عالم الروح ولقد ضرب مالك بن نبي مثلا في غاية الروعة في معرض حديثه عن اثر الفكرة الدينية في البناء الحضاري لم اجد افضل منه لامثل به حيث قال هذا القانون نفسه ويقصد قانون الروح الذي طبعته الفكرة الدينية هو الذي كان يحكم بلالا حينما كان تحت سوط العذاب يرفع سبابته ولا يفتر عن تكرار احد. احد. اذ من الواضح ان هذه القولة لا تمثل صيحة الغريزة فصوت الغريزة قد صمت ولكن لا يمكن ان يكون قد الغي بواسطة التعذيب كما انها لا تمثل صوت العقل ايضا فالالم لا يتعقل الاشياء انها صيحة الروح التي تحررت من الغراءز بعدما تمت سيطرة العقيدة عليها نهاءيا في ذاتية بلال بن رباح ان صفة الايمان هي التي تؤدي الى البناء الحضري كما انها هي التي تحافظ عليه انها تشعل فتيل البناء لاول مرة وتحميه من تسلل الغلبة المادية عندما تزخر الحضارة بعالم الاشياء الذي نتج عن ذلك البناء فتكون الغاءية التي تصحب صفة الايمان هي نظام المناعة التي تدرا عن الحضارة خطر الركون الى عالم الاشياء الذي قد يقودها الى الانحدار الصفة الثانية مثقف اي حامل لجذور ثقافته. ما اقصده بالمثقف هنا ربما لايكون نفس المعنى الساءد والمتداول اي ذلك الشخص واسع الاطلاع وان كان هذا مطلوبا وضروريا في انسان الحضارة ولكن ما اقتصد هنا بالضبط هو ذلك الانسان المتجدر بثقافة حضارته المرتبط بها الحامل لها والا كيف ينتسب اليها فمفهوم الحضارة يحتوي على شق مادي واخر معنوي هو نعبر عنه بالثقافة ولهذا من الضروري ان يكون انسان الحضارة معبرا عن ثقافته طالما انها تشكل جزءا من مضمون حضارته ان انساننا اليوم اصبح مشوها ثقافيا فاقدا للخصوصية المميزة له وانا اعبر عنه وااصفه بهذا سرواله عصري قميصه عصري حذاءه عصري تسريحة شعره عصرية لا يختلف كثيرا عن البقية الاخرين الذين جردتهم العصرنة من خصوصياتهم البشرية وجمعتهم تحت نمط هوليودي واحد موحد لا تركتهم شعوبا وقباءل لتعارفوا ولا علمتهم ذوقا وادبا هذا الانسان الخالي من مظاهره الثقافية المتجسد بثقافة اخرى هيمنت عليه والتي اشرت عليها بقولي نمط هوليودي واحد موحد لا يمكن ان يكون حضارة طالما انه يلهث خلف ثقافة غيره ليس التي اردت فقط ان اوصل من خلالها الصورة النمطية التي مسحت معالم الثقافة الذاتية ولكن الثقافة هي مجموع القيم المعرفية والسلوكية التي تنبثق من حضارة الانسان وهويته انها الجذور التي تنبثق من حضارة الانسان وهويته انها الجذور التي لن ينموا غرسه اذا ما اقتلعها فحتى ثماره ان كبرت فستكون دون راءحة او لون اوطعم الصفة الثالثة مبدعصاحب فكر متجدد انسان الحضارة ليس بالانسان النمطي المقلد التابع الرتيب انسان الحضارة هو ذاك الذي ارتوت عروقه بدماء التجديد والابتكار والابداع حين تسامى بروحه فتسامت معه مكانته وانطلق فكره ليتحف ويجدد انه انسان لا يخضع عقلهوللافكار القديمة دون نقد او تمحيص انه انسان لا يكتفي بما وجد عليه اباءه الاولون بل انه داءم الاعمال بعقله مجدد في فكره وفعله هذا الابداع الذي يتصف به انسان الحضارة يكون نتيجة التهيءة المناخية له واننا لنجد في الحضارة الاسلامية اروع النماذج الابداعية من عقول فذة جددت الفكر وابدعت فيه مثل الغزالي وابو حنيفة والفارابي وابن رشد وغيرهم ممن اختلفت اوطانهم وتباينت جذورهم وقدمت من خلالهم الحضارة الاسلامية الى الانسانية اروع نتاج الفكر الانساني وكيف لا نجد مثل هذه النماذج وغيرهما في حضارة يقول مؤسسها صلوات الله عليه في الحديث المتفق عليه. اذا اجتهد فاصاب فله اجران وان اجتهد فاخطا فله اجر. فكان فتح باب الاجتهاد من اهم الابواب التي فتحت باب اعمال العقل ازالت هاجس الخوف من الخطا فاطلقت مكامن الابداع في الحضارة الاسلامية الصفة الرابعة ذواق حامل للجمال. الذوق الجمالي هو توام الابداع وهما رفيقان في كيان انسان الحضارة ولقد تنبه مالك بن نبي للدور الحضاري الذي تلعبه النزعة الجمالية في كيان انسان الحضارة حيث قال لا يمكن لصورة قبيحة ان توحي بالخيال الجميل او بالافكار الكبيرة فان لمظهرها القبيح في النفس خيالا اقبح والمجتمع الذي ينطوي على صور قبيحة لا بد ان يظهر اثر هذه الصور في افكاره واعماله ومساعيه ولهذا لا يمكن لانسان الحضارة لا ان يكون ذواقا تطبع في خياله صور الجمال قبل ان يطبع حضارته بها كما ان صور الجمال في حضارته تطبع خياله ليزيد الجمال جمالا فيرتقي بذاءقته وبالتالي بحضارته انها علاقة مركبة وضرورية تلك التي توجد بين الجمال وانسان الحضارة ولهذا لا بد له ان يكون ذواقا نجد في الحضارة الاسلامية امثلة الجمال لا تعد ولا تحصى وهي لم تكن تقف عند زخارف الماذن والصوامع والقباب والقناطر بل يظهر الحس الجمالي حتى في الابتكارات الميكانيكية وغيرها حيث لم تخلو من اللمسات الجمالية التي طبعت انسان الحضارة عموما لا يغدوا كونه مفكرا او عالما او فنانا فانه لن يستغني عن الجمال كي يطبع به فكره او عمله او فنه وكلما ارتى ذوقه ارتقى معه انتاجه الحضاري. الصفة الخامسة هي فعال صاحب منطق عملي انتاجي الفعالية هي صفة لصيقة بالبناء الحضاريولا يمكن لانسان الحضارة الا ان يتصف بها فهي التي تترجم الفكر الحضاري الى واقع حضاري وبدونها لا يمكن الحديث عن حضارة وكما يصف ابن نبي الفعالية فانها نتاج حالة خاصة من التوتر توتر في الضمير او توتر اخلاقي واقتصادي وعلمي ونفسي وهو حالة نفسية اجتماعية دل التاريخ على انها تنشا في ظروف معينة تكون فيها المبررات هي التي تكون الدوافع الانسانية التي تدفع النشاط الى اعلى قمة فهذا التوتر الذي تطبعه الفكرة في النفس فيخرجها من الفتور هو الذي جعل عمار بن ياسر في التجربة الاسلامية مثلا ينقل حجرين بدل الحجر الواحد اثناء بناء المسجد النبوي وهو الذي جعل استاخانوف في التجربة الماركسية ينتج عشرة اطنان من الفحم بدل الخمسة التي كان ينتجها زملاؤه وهو الذي جعل المانيا تنهض من العدم بعد الحرب العالمية الثانية ولعلي اكون قد وفقت في اختيار صفات انسان الحضارة بشكل يتناسب وطبيعة الانسان وطبيعة الحضارة المركبتين بحث لم اغفل النسق الشمولي الذي يتمتع به انسان الحضارة.
أضف رد جديد

العودة إلى ”سـاحــة عـامـة“