ظلمات غافل ( الجزء الثاني )

إضافة رد


هذا السؤال هو طريقة لمنع إرسال المعلومات آليا وللتأكد من أنك إنسان.

BBCode غير متاح
الابتسامات غير متاحة

مراجعة الموضوع
   

عرض موسع مراجعة الموضوع: ظلمات غافل ( الجزء الثاني )

Re: ظلمات غافل ( الجزء الثاني )

بواسطة المتفوقة » الأربعاء 10 جانفي 2018 13:07

شكرا

Re: ظلمات غافل ( الجزء الثاني )

بواسطة امال امولة » الثلاثاء 9 جانفي 2018 22:16

روووووووعة

Re: ظلمات غافل ( الجزء الثاني )

بواسطة تاليبات » الثلاثاء 9 جانفي 2018 21:01

ولا اروع

ظلمات غافل ( الجزء الثاني )

بواسطة المتفوقة » الثلاثاء 9 جانفي 2018 1:20

فتح مذكرته التي اعلنت عن تقاعدها لتخرج من سجن المآسي وبدأ يكتب و يده ترتعش و كأنه يخاف البوح عما بداخله بقلمه الاسود الاثري الذي كان ومازال شاهدا على ذكرياته المظلمة ... اليوم أضيفت الشمعة الاربعون لعمري لعلها تنير جانبا صغيرا في حياتي , اربعون عاما ليست بوقت قصير بالنسبة للكثيرين هي سنوات من حزن وفرح من نجاح وفشل من الم وامل من كل المشاعر و أضدادها أما بالنسبة لي فالأربعون عاما هذه ليست إلا كالمسافة التي بيني وبين ساعة الحائط هذه, خمسة عشر عاما الاولى ليست الا كيوم قضيته ألعب كرة القدم أمام بيتنا في قريتنا المنسية قرب نهر الامنيات الذي يمتزج خريره بصوت ضحكاتنا و احيانا بانين مهموم ومغموم حيران وولهان يدفع بما في قلبه في هذا النهر المسكين الذي حكم عليه القدر بأن يحمل أثقل ما وجود أن يحمل القلوب ( القلب أثقل مافي الوجود من وجهة نظري على الاقل ) وخمسة عشر عاما الأخرى قضيتها متجولا في الشوارع أو جالسا في مقهى العم عبد الرحمان كما كنا ندعوه أحتسي الشاي عربي وألعب النرد وأحيانا أطالع المارة بأعيني المتمردة ..أما عشر سنوات الاخيرة فهي الأكثر بؤسا و شقاء فقد قضيتها أندب الحظ وأعاتب نفسي وأتكلم مع ساعة حائط .مجنون أنا ..مجنون ..حتى الساعة تكلمت لتعاتبني وكأن أحزاني نفخت فيها الروح عجيب أمري ...كل حالة نعيشها وكل المشاعر التي نعيشها وتعيشنا ليست إلا إنعكاس لفكرة تبنيناها يوما بوعي او بدون وعي ..فلطالما يساورني موقف عشته وأنا ابن العشرين نعم أتذكر جيدا عندما كنا جالسين انا و اصدقائي نحتسي القهوة ونتبادل أطراف الحديث إلى أن قال واحد من رفقتي فلنتكلم عن الاهداف و ليقل كل واحدة فينا ماهي أهدافه في هذه الحياة فضحكت عليه ضحكة سخرية وياليتني لم أفعل وقلت : لا توجد أهداف في هذه الحياة .لا توجد عليك أن تعيش لليوم ولايهمك ماسيحدث في الغد .فنحن لا نتحكم بحياتنا بل الحياة هي التي تتحكم بنا ...صديقي لم يصمت بل دافع عن رأيه وبشدة وللأسف أنا لم أقتنع أو إقتنعت ولكن لم أرد تغيير مبدأي في هذه الحياة ( نحن لا نتحكم بالحياة ،الحياة هي التي تتحكم بنا )فأنا عنيد بطبعي و أهوى مخالفة الاخرين ...........ً............................................
توقف القلم عن الكتابة وكأنه يريد الإعلان عن نهاية حكاية البؤس ..أغلق مذكرته وفتح باب غرفته وخرج وأخذ يتجول ويسترجع ذكرياته مع كل خطوة يخطوها إلى وصل ان الى المستشفى دخل و سأل: أنا أريد طبيبا نفسيا فأين أجده ؟
دخل الى مكتب أشهر طبيب نفسي في قريته فلم يجده هناك دخل الى مكتب لينتظره .. فأعجب بمكتبه المزين بمختلف الشهادات التقديرية والميداليات والكؤوس ولكن مالفت نظره أكثر هو لوحة معلقة على جدار وحدها مكتوب عليها الأهداف هي حجر الاساس لحياة سعيدة ...فجأة دخل عليه طبيب فتفاجأ كثيرا ماهذا من انت ولما تشبهني كثيرا أمي لم تلد توأما قلي من انت بسرعة ...أجاب الطبيب أنا مستقبلك انا هدفك الذي أضعته ........فتذكر عندما كان بالثانوية وسألهم أستاذ عن المهن التي يريدونها في المستقبل فقال هو : أنا أريد ان أكون طبيبا نفسيا فسخر منه زملائه وقال الأستاذ ماهذا الطموح الاعوج ..غريب كيف اخترت ان تكون طبيبا نفسيا في الغالب التلاميذ يختارون مهنهم لتأثرهم بشخص ما فقال : الاهداف ليست تأثرا بأشخاص بل هي ميولات وانا اخترت ان اكون طبيبا نفسيا لا لتأثري بشخص ما بل لأنني بحثت كثيرا فوجدت شيئا يربطني بعلم النفس فلطالما احببت قراءة افكار الاخرين ومعرفة ماوراء تصرفاتهم كما انني أجد الطب من اشرف المهن ..فقال الاستاذ : جميل ثم أكمل غالبا ما التقي بتلاميذي بعدما ينهون دراستهم فيقولون : تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ....فسكت انا ولم اقل شيئا. ..... بني استيقض انها التاسعة صباح هيا استيقض ... استيقضت وانا متفاجئ هل كل ذلك كان حلما!! غريب!!؟ قالت امي : لقد نمت كثيرا يابني متى تتوقف عن هذه العادة اتعبتني وخرجت.... وانا بقيت في مكاني الفظ انفاسي و اسأل نفسي هل حقا كان حلم ؟ أخرجت مذكرتي من الدرج وفتحت الصفحة الاخيرة فوجدت مكتوبا عليها لا يجب ان تسعى وراء الاهداف بل يجب ان تاتبدي اليك وحدها فنحن لا نتحكم بالحياة بل هي التي تتحكم بنا قام بتمزيق هذه الورقة وكتب ((( يجب ان يكون هناك سعي مستمر وراء الاهداف للوصول الى نهايات مرضية )) هذه نهاية قصتي التي داعبتها اناملي وخطتها بحروف اشواقي وآمالي وبداية جديدة لبطلها واتمنى ان تكون بداية جديدة لكم ايضا ......تمت بإذن الله
انا انتظر آراءكم سلبا او ايجابا لانها تهمني

أعلى